نشأ المرحوم سي الهادي منذ صغره على حبّ العمل والجرأة على ركوب الصعاب وهو الذي لا يعرف إليها سبيلا، هدفه الوحيد هو الوصول إلى المراتب العليا.
بالرجوع إلى بداية مشواره، كانت الأمور آنذاك ليست بالسهلة وغير معبّدة وتجاوزها بفضل صبره وذكائه لأن في الخمسينات من القرن الماضي كانت سنوات الإنطلاقة بالنسبة لتونس والتعويل على رجالها.
بعد سنوات قليلة أصبح من أوائل رجالات البلاد في المقاولات وصار معروفا من أغلبية الناس جهويّا ووطنيّا.
كان المرحوم سي الهادي ذو أخلاق عالية وكان يتبادل مع كلّ من يعرفهم كلّ التقدير والاحترام.
بالنسبة لي، كنت محظوظا لمّا سخّر لي القدر العمل بمؤسسته وقضيت أكثر من خمسة عشر سنة منذ كنت شابا إلى أن أصبحت مسؤولا، لقد تعلّمت منه الكثير على المستوى المهني والأخلاقي وجنيت ثمار هذه التجربة عندما تقدمت بي السنّ،
أضيف إنّه كان صادقا مع المحيطين به سواء كانوا زملائه أو العمّال الذين يعملون بالمؤسسة.
وفي ما يلي سأذكر بعض ما أنجزه في جهته ووطنه وحتى خارج الحدود.
بتونس :
1) بناء مركز الصناعات التقليدية بقابس L’Artisanat
2) بناء نزل الواحة بقابس Hôtelo L’Oasis
3) بناء مركز التكوين المهني بقابس Centre Tuyniso-Suisse
4) نزل سيرته Ghannouche-Gabès-Syrta
5) بناء المدرسة الثانوية بقايس – سيدي مرزوق
6) مشروع المزيوعة بين بوشمّة وغنّوش
7) أشغال بترولية في البرمة Gazoduc El Borma
8) بناء سد واد جير بمطماطة قابس
9) بناء المدرسة الثانوية بقفصة
10) بناء مركز التكوين المهني بقفصة
11) أعمال بترولية (هندسة مدنية) Plateforme الدولاب – القصرين
12) بناء نزل الواحة توزر
إنجازاته خارج أرض الوطن بليبيا :
1) سنة 1969 :
أعمال بترولية (هندسة مدنية) مع شركة SPIE BATIGNOL في ما يخص حقل champ Pétrolier 104 و105 البترولي بليبيا
2) في أواخر سنة 1973 :
إثر مناقصة دولية في الميدان الفلاحي تحصلت مؤسسة الهادي البوشماوي و اخوته على أحد أضخم المشاريع بليبيا وتتمثّل في أعمال فلاحية لعدّة مشاريع في ةالمناطق التالية :
أ- مشروع طرهونة
ب- مشروع العزيزية
ت- مشروع بئر الغنم
ث- مشروع عُريان
ج- مشروع القصياط
ح- مشروع الخمس
خ- مشروع مِردة وغيرها
هذه المشاريع الكبيرة تتطلّب قرابة 8000 عامل من جميع الاختصاصات ومن جميع المناطق التونسية.
المشاريع المذكورة تتطلّب أيضا كثيرا من الآلات الثقيلة والشاحنات والسيارات.
وقد وفّرت المؤسسة بيوتا عصرية للسكن على عين المكان مجهّزة بالإنارة ومكيّفات ومطبخ وطبّاخين وثلاّجات كبيرة وشاحنات مكيّفة تنقل لهم المؤونة بما فيها الخضر واللحوم والغلال من وسط العاصمة ذهابا وإيابا الى المناطق المذكورة اعلاه.
وقد أوصى المرحوم سي الهادي المسؤولين لإعطاء فرصة إلى كلّ من يريد التدرّب على سياقة جميع الآلات الموجودة على عين المكان وضحّى بها بالرغم من أنها كانت كلّها جديدة وذلك من أجل تكوين واكتساب خبرة مهنية لهذا العدد الكبير من التونسيين الموجودين هناك لضمان مستقبلهم.
لقد مكّنت المؤسسة عمّالها أيضا من التغطية الاجتماعية مع الضمان الاجتماعي الليبي حتى لا يضيع حقّهم.
لقد كانت علاقة المرحوم سي الهادي مع كافة عمال و اطارات المؤسسة علاقة مميزة اذ كان يزورهم من حين إلى آخر ويتّصل بهم ويسأل عن أحوالهم وطلباتهم وكان يقاسمهم الأكل على طاولة واحدة وكان قريبا منهم حتى يحسّسهم بأنّه بمثابة والدهم وليس كمسؤول عنهم فقط.
ومن أبرز ما بقي في ذاكرتي أن العمال حينما عادوا إلى تونس وجدوا بين أيديهم اختصاصات في أغلب الميادين حيث سهّلت لهم عند عودتهم الانتداب في معظم الشركات الخاصّة والعامّة ومنهم من كوّن مشاريع وكانت هذه التجربة ناجحة على جميع الأصعدة لهم بصفة شخصية ولبلادهم.
