هذه شهادتي كاحد متساكني بوشمة – قابس، عرفت سي الهادي مثل باقي المتساكنين ولم تتح لي الفرصة
للعمل معه.
أردت ان أذكر بعض المحطات والأحداث التي رسخت في ذهني عن مسيرته التي كان لي شرف مواكبة البعض منها ألخصها فيما يلي:
• تطلب مشروع بناء مقر الصناعات التقليدية بقابس الذي عهدت أشغاله الى مقاولات الهادي بوشماوي واخوته إنجاز مساحات هامة من الحجارة المنقوشة بالواجهات الأمامية والجانبية وهو ما يستدعي الإلتجاء الى يد عاملة مختصة في المجال كانت غير متوفرة بالجهة آنذاك.
فكر في الأمر، وانتدب على حساب الشركة، مختصين في نقش الحجارة من ولاية صفاقس عهدت لهم مهمة تكوين العشرات بل المئات من الشباب في هذا المجال الشيء الذي جعل هذه النواة الأولى ذات الكفاءة العالية تشع على أغلب الجهات.
• تطلب المشروع الفلاحي الضخم بليبيا يدا عاملة مختصة في عديد المجالات.
لهذا الغرض وإنجاحا للمشروع، تم التعاقد مع مختصين ذوي جنسيات مختلفة للتكوين في الإختصاصات التالية:
° الميكانيك
° تشغيل وصيانة الآليات الثقيلة
° اللحام
° سياقة الشاحنات والسيارات والآلات الثقيلة
نتيجة لبرنامج المشروع الفلاحي بليبيا ، حقق برنامج التكوين نجاحا باهرا علما وأن طاقته التشغيلية كانت عالية حيث استقطب ما يناهز الثمانية آلاف عامل في اختصاصات مختلفة من ولاية قابس ومناطق الجنوب وبقية جهات الوطن.
كان لهذا التكوين الأثر الطيب في نفوس متساكني الجهة خاصة وأن عددا هاما من المتكونين حضيوا بأولوية الإنتداب بالمؤسسات العمومية والمجمع الكيميائي والمؤسسات الصناعية المنتصبة بالجهة.
• ومن الذكريات التي لن تنمحي من مخيلتي ان المرحوم سي الهادي كان صاحب نظرة استشرافية سابقة لعصره : و أذكر انه خلال سنة 1969 وبمناسبة وضع الحجر الأساسي للمجمع الكيميائي التونسي، احتفل أهالي قابس بهذا الحدث. غير أن المرحوم سي الهادي كانت له نظرة ثاقبة ورأي آخر حيث أكد لنا آنذاك أنه من الأفضل تركيز المشروع بمكان نائي بعيد عن المناطق السكانية والفلاحية مع ايجاد وسائل تنقل تربط هذه المناطق بالمشروع نظرا للتأثيرات السلبية المُنتظرة على المحيط والبيئــــة. وقد ثبت الآن كل ما قاله وفقدت الجهة مميزاتها الطبيعية واستحقاقاتها في الميدان الفلاحي والسياحي…
Organisme caritatif matérialisant l’engagement social et sociétal du groupe HBG.
Organisme caritatif matérialisant l’engagement social et sociétal du groupe HBG.