إن حياة المرحوم هادي بوشماوي مليئة بفعل الخير ونفع الغَير. وقد عرفته عن قرب بحكم علاقته المتينة بوالدي المرحوم الحبيب الهمّامي الذي كان رئيسا لجمعية الاتحاد الرياضي بقابس (l’Union Sportive de Gabès) والذي كان باتصال متين بالمرحوم هادي بوشماوي وكان يصحبه ترحاله الرياضي عند المباريات.
وكان المرحوم هادي بوشماوي من الرجال الأفذاذ في احسانه للفقراء والمساكين الذين كان يمدهم بالإعانات خُفية ويرسلها لهم الى محلات اقامتهم دون التشهير بذلك. كما كان المرحوم يمدّ يذ المساعدة في بناء الجوامع والمساجد ومنها بناء توسعة بمقام سيدي أبي لبابة الأنصاري ، حتى أنه أمدّني شخصيا بمال وفير عند تجديد بناء جامع الزمزمية عندما كنت إمامًا للجامع المذكور في ذلك الوقت زيادة عم مساعدته لعدّة مساجد أخرى بقابس و خارج قابس.
كما أنه لمّا كان المهرجان الدولي لسيدي أبي لبابة الأنصاري قائما في نشاطه كان يمدنا كجمعية للمهرجان بإعانات نقدية يبعثها لي شخصيا بصفتي رئيسا لجمعية المهرجان.
وكان المرحوم من القلائل في مدّ المساعدات الخيرية في كل المجالات. فهو من الذين تُنفق يمينه ولا تعلم شماله بحيث يدخل في هذا المجال مع السبعة الذين يُظِـلّهم الله تحت ظِـلّهِ يوم لا ظل إلاّ ظِـلّه.
زدْ على ذلك أن هناك عائلات فقيرة جدّا كان يُخصّصُ لها إعانات سنوية يمدها بها دون علم أحد في كنف السرّية المطلقة.
فالكلام عن المرحوم هادي بوشماوي لا يُمكن حصره في مجال واحد : فعمله يُذكَرُ فيُشكَرُ ولا يُحْصَرُ.
فجزاه الله عنّا وعن كل من ساعدهُ أحسن جزاء والله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
غفر الله له ولنا وجعله الله من السبعة الذين يُظِـلّهم الله تحت ظِـلّهِ يوم لا ظل إلاّ ظِـلّه إنه سميعٌ مجيب
و أرجو أن يسلك أبنائه منهج والدهم.