« عرفته منذ الخمسينات مناضلا دستوريا بورقيبيا نشيطا، صاحب مواقف، يتحدى الأخطار، ويساعد المقاومين في المدينة، وفي الجبال، فيقدم لهم المدد والمال، ويأويهم، ويأخذ بيدهم. لقد ترك بعد الاستقلال النشاط السياسي الميداني، وابتعد عن العمل المباشر ضمن الهياكل الحزبية، ولكنه لم ينقطع عن مساعدة كل التحركات الوطنية ودعمها. وقد كان بذلك مثالا للمناضل الوطني إبان الاستعمار في معركة التحرير، وبعد الاستقلال، في معركة البناء والتشييد. لقد سخر حياته للنشاط الاقتصادي الذي بذل فيه كل جهده، وأفنى فيه كل عمره. فقد بدء ينشط في الميدان الاقتصادي منذ الصغر، ولم يتجاوز عمره العشر سنوات سالكا نفس الخطى التي صار عليها أبوه. »
« إن حياة المرحوم هادي بوشماوي مليئة بفعل الخير ونفع الغَير. وقد عرفته عن قرب بحكم علاقته المتينة بوالدي المرحوم الحبيب الهمّامي الذي كان رئيسا لجمعية الاتحاد الرياضي بقابس والذي كان باتصال متين بالمرحوم هادي بوشماوي وكان يصحبه ترحاله الرياضي عند المباريات. »
« شهادة في حق المرحوم هادي بوشماوي لقد وهب حياته عبر سنوات طويلة لخدمة مشاريع عديدة ساهمت في إقتصاد تونس و عديد من الدول الصديقة. أخذ بيد الشباب يعلمهم داخل مؤسساته الاقتصادية و خارجها ليقفوا على أول الطريق و جعل منهم شبابا ناجحا في عديد الاختصاصات. كافح و تعب حتى أدى رسالته على أكمل وجه. لقد عشت ثلاثين سنة داخل إحدى مؤسساته الاقتصادية حيث زرع في وجداننا النضال و الطموح و المثابرة و الصبر و ذلك هو مفتاح النجاح. نهدي كل معاني الاحترام و التقدير لروحه، رحمه الله و غفر له. »
« قبل كل شيء أريد أن أترحم على روحه الطاهرة . وجدته مثل عادته من الأخلاق العالية و اللطف و الاحترام المتبادل و الشجاعة رغم حالته الصحية أنذاك و كنت متأثرا ومستشعرا مكانة ذلك الرجل العظيم الذي لم يستسلم لطوارئ الحياة وابتلاءاتها. لقد وجدته كعادته يتحدث بمزيج من الجدية و الدعابة و الود. لقد كان المرحوم هادي بوشماوي شخصية فريدة من نوعها، يتمتع بذكاء عال و شخصية قوية ، طيب القلب و قد كرس طول حياته للعمل . ضل طول حياته وفيا لعلاقاته و عاداته وانتمائه إلى الجهة التي نشأ وترعرع فيها وهي قرية بوشمة من ولاية قابس، وهو فخر لكل سكانها .»
« يُعدُّ المرحوم الهادي بوشماوي أحد أهمّ رجالات تونس الأفذاذ المرموقين في تاريخها الحديث. وقد بدأ حياته وهو صبي يافع في ميدان الأعمال آخذًا المشعل عن والده الذي توفي وتركه ولم يتجاوز الحادية عشرة من عمره. وقد تدرّج في نشاطه من أعمال المقاولة الى بناء مباني عمومية ثم اقتحم ميادين أخرى أكثر تعقيدًا متسلحا بإرادة قوة وطموح كبير ديدنه انجاز أعمال على غاية من الإتقان جعلته يقتحم ميادين الصناعة والتجارة والطاقة وأنهى نشاطه بالتنقيب عن النفط حيث كان أوّل تونسي تُسند له رخصة في استكشاف البترول وأول عربي يُنافس الشركات الأجنبية العملاقة في هذا الميدان خارج تونس »
« نشأ المرحوم سي الهادي منذ صغره على حبّ العمل والجرأة على ركوب الصعاب وهو الذي لا يعرف إليها بالرجوع إلى بداية مشواره، كانت الأمور آنذاك ليست بالسهلة وغير معبّدة وتجاوزها بفضل صبره وذكائه لأن في الخمسينات من القرن الماضي كانت سنوات الإنطلاقة بالنسبة لتونس والتعويل على رجالهاسبيلا، هدفه الوحيد هو الوصول إلى المراتب العلي »
« بدأت صلتي بالمرحوم سي الهادي منذ سنة 1975 أي منذ التحاقي للعمل بشركة المقاولات التي كان يرأسها ويديرها وهي "مقاولات ألإخوة البوشماوي "ُ، والتي أنشأت مع مطلع الخمسينات ومقرها بوشمة في مدينة قابس حيث بدأت الانطلاقة باقامة السدود ومد الطرقات ومختلف الأعمال الانشائية الأخرى ، ثم ما لبثت أن تطورت أنشطة الشركة تدريجيا لتشمل اقامة العديد من المشاريع الحيوية الأخرى انطلاقا من ولاية قابس حيث أنجزت على سبيل الذكر و في بداية الستينات المعهد المختلط ونزل الواحة و مركز الصناعات التقليدية ومعهد سيدي مرزوق و المركز القطاعي الفني التونسي السويسري »
«كم عدد الكلمات في قلبي تجاهك ولن أعطيك حقك، واليوم أنا توفيق الامين أتقدم بخالص شكري وتقديري لأيقونة الوطنية السيد الهادي بوشماوي، وأنا أعلم أن كلمات الشكر والثناء الموجودة في كل العالم لن تمنحه حقه أو منصبه، وأدعو الله العلي القدير أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته »
« عرفت سي الهادي مثل باقي المتساكنين ولم تتح لي الفرصة للعمل معه. أردت ان أذكر بعض المحطات والأحداث التي رسخت في ذهني عن مسيرته التي كان لي شرف مواكبة البعض منها ألخصها فيما يلي:
تطلب مشروع بناء مقر الصناعات التقليدية بقابس الذي عهدت أشغاله الى مقاولات الهادي بوشماوي واخوته إنجاز مساحات هامة من الحجارة المنقوشة بالواجهات الأمامية والجانبية وهو ما يستدعي الإلتجاء الى يد عاملة مختصة في المجال كانت غير متوفرة بالجهة آنذاك.
»
« سي الهادي يعتبر من الرواد الأوائل الذين اقتحموا مجال تشييد وإنجاز المشاريع في ميدان البترول والغاز والتي كانت حكرا على الشركات الغربية سواء في تونس أو في العالم العربي. لقد كان سي الهادي مثالا للتفاني في العمل وحسن إتقانه مما ترك في نفوسنا أثرًا بليغا. لم يكن سي الهادي مديرا عاما فقط بل كان متناغما مع المهندسين و التقنيين في إيجاد حلول لبعض المشاكل العويصة. سي الهادي يدفعك إلى أقصى حدودك للحصول على أفضل ما لديك. لقد كان مدرسة نادرا تكرارها سواء في الإدارة أو في مجال التسيير »
« لم يختصر دور شركة بوشماوي للأنشطة البترولية ( BAP) خلال الثمانينات على إنجاز المشاريع الكبرى فقط بل انفردت على غيرها من المؤسسات بمهمة تكوين اليد العاملة المختصة التي والحقيقة تقال ساهمت مساهمة كبيرة في إنجاح المؤسسة كما لعبت دورا هاما في توفير فرص للشباب فيما بعد للعمل بالشركات المنتصبة بالجهة خاصة منها المجمع الكيميائي وشركة إسمنت قابس والشركات الخاصة وكافة وحدات الإنتاج بالمركب الصناعي بقابس. »
« ان هادي بوشماوي درس وعبرة وتجربة تحتاجها تونس اليوم في الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به... درس يقول : إن النجاح وصفة ممكنة إذا صدقت العزائم وترسّخ الطموح مع عقلانية الأداء... وعبرة تقول ان المستحيل ليس تونسيا إذا توفرت الإرادة والمصداقية. »
Organisme caritatif matérialisant l’engagement social et sociétal du groupe HBG.
منظمة خيرية تجسد الالتزام الاجتماعي والمجتمعي لمجموعة هادي بوشماوي